الأحد، 30 أغسطس 2009

قاطعوا نصـــــــارى مصر .. إن كنتم مسلمون 2

هؤلاء هم النصارى يامسلمون .. هؤلاء هم النصارى وهاهى أفكارهم وأمانيهم أيها الغافلون هاهى خطبة من خطب كبيرهم الملعون (شنودة )
أن البابا شنودة صرح بأن عدد النصارى يصل إلى ثمانية ملايين وأن على النصارى أن يروجوا لهذا العدد إذ سيكون هو السند في المطالب التي سيتقدم بها النصارى إلى الحكومة وأساس التخطيط الهادف إلى بلوغ تعداد شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري ،
وقال شنودة : إن المال يأتينا بقدر ما نطلب و أكثر مما نطلب، و ذلك من مصادر ثلاثة : أمريكا، الحبشة و الفاتيكان، و قد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، و علينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة . و تخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين و نزع الثروة من أيديهم ما أمكن (…) يجب مضاعفة الجهد المبذول حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة و خاصة الكليات العملية " .. ثم قال : " إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد و هذه النتائج ، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة و الخطيرة كالطب و الصيدلة و الهندسة و غيرها أكثر من 60% (…) كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّـفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به ، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق محمد و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنائسية للتشكيك في القرآن وإثبات بطلانه و تكذيب محمد .و لن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب " و ليعلم الجميع خاصة ضعاف القلوب أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا و لسنا نعمل وحدنا، و لا بد من أن نحقق الهدف ." ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسميًـا إلى الحكومة (نذكر بعض المطالب ملخصا) :
1- أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية و قبل رئيس الوزراء.
2- أن تُـخصَّص لهم (( للنصارى )) ثمان وزارات.
3- أن تُـخصَّص لهم ربع القيادات العليا في الجيش و الشرطة.
4- أن تُـخصَّص لهم ربع المراكز القيادية المدنية ، كرؤساء مجالس المؤسسات و الشركات والمحافظين و وكلاء الوزارات و المديرين العامين و رؤساء مجالس المدن .
5- أن يُـستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات و المراكز العسكرية و المدنية ، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها.
6- أن يُـسمَح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم ، و قد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة ، وهي تضم المعاهد اللاهوتية و الكليات العملية و النظرية ، وتُـموَّل من مالهم الخاص.
7- أن يُـسمَح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص.
ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين و طلب منهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد و الأراضي إلى أصحابها من (( الغزاة المسلمين )) قد بات وشيكًـا ، و ليس في ذلك أدنى غرابة ـ في زعمه ـ و ضرب لهم مثلا بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي ((المستعمرين المسلمين )) قرابة ثمانية قرون (800 سنة) ، ثم استردها أصحابها النصارى ، ثم قال و في التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طـُـردوا منها منذ قرون طويلة جدًا ( واضح أن شنودة يقصد إسرائيل) و في ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم
====================================
تصريحات الأنبا مرقس ـ المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية.. وعضو المجمع المقدس.. ورئيس لجنة الإعلام بهذا المجمع أي "وزير إعلام الكنيسة".. وأسقف شبرا الخيمة ـ التي يقول فيها:أن مصر هي بلد الأقباط، وهم أصحابها.. و أن قضية المسيحيين ـ في مصر ـ هي "قضية قومية" ـ قضية لغة.. وثقافة.. وعنصر.. وأرض مغتصبة منذ أربعة عشر قرنًا ـ!!.. و تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة الأرثوذكسية- الأنبا " غريغوريوس "- في صحيفة " وطني، "أن اللغة القبطية هي لغتنا بوصفنا قبطا.. وهى تراث الماضي ورباط الحاضر "أنا القبطي الفرعوني صاحب الأرض، أنا القبطي الشامخ صاحب هذا الوطن الذي سُلِبَ مني منذ الغزو الإسلامي وإلى الآن، وسيرحل قريباً كما رحل من أسبانيا، فلم تعد النعرة الإسلامية لها جاذبيتها الآن في جو أصبح الغرب المتحضر يفهم أن العرب جرب"…
أن هناك مليار دولار على الأقل تضخ في مصر كل عام لبناء الكنائس وتنصير المسلمين. فالهدف: أن يكون مقابل كل مسجد كنيسة وأن يكون في مدخل كل شارع رئيسي كنيسة وعلى كل هضبة كنيسة وفي ناصية أي ميدان كنيسة وأن تكتسي البلاد بمظهر يوحي بالطابع النصراني للبلاد بغض النظر عن الحاجة إليها. لأنها إن لم تكن الآن مطلوبة للصلاة فسوف تكون مطلوبة غدا للحرب.. وكمراكز لقوات المارينز!. . أن الفاتيكان رصد للتمويل - 24 مليار دولار. وهي مخصصة للتنصير ورشوة المتنصرين وبناء الكنائس.

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

مروة الشربينى .. بأى ذنب قتلت

مروة الشربينى .. لن ننساكى

إن الجريمة المتعمدة لقتل مروة الشربينى ، تلك الأم المصرية البالغة من العمر 31 عاما ، والحامل فى شهرها الثالث ، التى إغتالها شاب ألمانى بأن ضربها 18 طعنة بسكينه ، فى قلب قاعة محكمة بمدينة درسدن الألمانية ، يثير عدة علامات إستفهام ، ويطرح عدة ملاحظات ، ويفرض وقفة لا بد أن يتم خلالها إستعراض الأسباب الحقيقة لهذه المأساة.. والتساؤلات التى تطرحها هذه الجريمة هى :
* كيف أمكن أن تقع مثل هذه الجريمة داخل قاعة المحكمة ، أثناء الجلسة ، دون أن يتدخل أحد لمنع وقوعها ؟
* إن الثمانية عشر طعنة قد إحتاجت إلى عدة دقائق ليتم غرسها فى جسم الضحية ، فكيف لم يتدخل لا القاضى ولا رجال الأمن إلا بعد فترة ،
* ما القول فى رجال البوليس الذين تدخلوا ليطلقوا النار على الزوج ، على ذلك "العربى" ، "الإرهابى" كما أقنعوهم بدلا من أن يطلق النار على القاتل والسكين فى يده ؟!
* كيف كان القاتل يحمل سكينا فى مكان من المفترض أن كل من يدخله يمر عبر البوابة الإلكترونية ويتم تفتيشه ؟
* إن صمت وسائل الإعلام والمسؤولين لمدة أسبوع ، سواء فى أوروبا أو فى مصر ، بلد القتيلة، يكشف عن تواطؤ ما أما الملاحظات فهى : لا يمكن السكوت على التعتيم العنصرى الذى واكب هذه الجريمة فى كل مكان تقريبا؛ والتعتيم على حجم "الخوف من الآخر" الذى أحاط بهذه الجريمة ؛ إن هذه الجريمة نتيجة حتمية لكل ما يكرره آلاف المبشرين الذين لا يكفّون عن سب الإسلام والمسلمين ؛ إن مجرد جولة خاطفة عبرالمواقع الإلكترونية المسيحية تكشف إلى أى درجة لا تكف عن إشباع أتباعها بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين ؛ وأن خطاب العديد من المسؤلين السياسيين أو الدينيين فى العالم أو بين الأقليات المسيحية تُعد نداءات صارخة لمعاداة الإسلام والمسلمين ؛ وأن هذا العداء ضد الإسلام قد أصبح نمط حياة تقبّله الجميع فى صمت ولا يتصدى له أى مسؤول ! ويا له من عار، عار حقيقى لا يمس ولا يدين فى واقع الأمر إلا كل الذين ساهموا فى إختلاق هذا الموقف العنصرى .. أن هذه الجريمة لو كانت قد وقعت ضد أى مواطنة ألمانية متواضعة الحال ، أو ضد يهودية ما ، لكانت فضيحة عالمية مدوية ، ولوقفوا حدادا فى كافة المحافل الرسمية ، ولقاموا بترتيب جنازات ضخمة يحشدون إليها الآلاف تطوعاً أو أمراً ، ولقاموا بفرض الحصار على البلدان الإسلامية - حتى على تلك الخاضعة لسياسة الغرب المسيحى المتعصب !..أما أن تكون مروة الشربينى . هى الضحية . وهى عربية.. بل.. ومصرية .. فالصمت هو الحل ..ونسيان الأمر هو الأمل الذى تحققه حكومتنا الرشيدة فى مثل هذه الأمور . فعندمايكون الأمر متعلقا بمواطن أو حتى 1000 مواطن ..مصرى فإن حكوماتنا ومنذ زمن دأبت على أن رعاياها هم أناس من الدرجة العاشرة سواء فى الداخل أو الخارج ..

&&&&&&&
مروة الشربينى .. اللهم ارحمها واغفر لها ..وأسكنها فسيح جناتك .. ياأرحم الراحمين

خطا ب أوبا ما ..النصرانى

خطاب أوباما
منذ الرابع من يونيو 2009 وحتى اليوم . . لم يتوقف سيل التعليقات حول الخطاب القائم على المغالطات، الذى ألقاه الرئيس باراك أوباما فى جامعة القاهرة ، دون أن يوجهه – على غير العادة، لا للحضور ولا للدولة المضيفة، وكأنه يضعهم منذ الوهلة الأولى فى حيّز التبعية الذى إرتضوه لأنفسهم طواعية، وبذلك فعليهم الإستماع ثم القيام بالتنفيذ ..
وعلى الرغم من أن هذا السيل من الكتابات قد إمتد من التهليل اللزج إلى التحليل الرصين، إلا أن أحدا لم ينتبه إلى التوافق الشديد بين كلٍ من أوباما وبنديكت 16، فى هذه المسرحية القديمة-الجديدة التى يؤديانها، رغم إختلاف المجالين، ببراعة جديرة بالأوسكار ! وقبل أن ننتقل إلى عرض التوافق الفاتيكانى، نتناول فى عجالة أهم المغالطات الواردة فى الخطاب الأمريكى :
تحت شعار تسويقى قائم على عبارة "المصالح المشتركة "، وعرض سريالى طُمست فيه معالم الواقع الإستعمارى التدميرى الأمريكى، وعبارات بهلوانية الرشاقة، تحدث أوباما عن الحرب الشاملة على الإرهاب وأنها لن تتوقف ! ومعروف أن عبارات الإرهاب والتطرف والعنف تتساوى لديه وهى المسميات التى تم إلصاقها بالإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 لإقتلاع الإسلام والمسلمين .. وذلك تنفيذا لقرارات مجمع الفاتيكان الثانى (1965).. أى أن هذه الحرب المعلنة على الإسلام لن تتوقف وإنما إتخذت مسميات تمويهية جديدة !
وتحدث عن القضية الفلسطينية بأن طالب الفلسطينيين بوقف " العنف " ، ولم يشر إلى جرائم الحرب والقتل العرقى والإبادة الجماعية التى يمارسها الصهاينة ضد الفلسطينيين، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولم يذكر الحصار المفروض على غزة للآن خاصة بعد دكها لأكثر من ثلاثة أسابيع بالفوسفور الأبيض والأسلحة المحرمة دوليا، دون أن يعاقب الصهاينة، وإكتفى بالإشارة إلى حل الدولتين ! وعدم مصداقية هذا الهرج أن أرض فلسطين قد تم إحتلالها بوحشية وقحة لم تترك منها إلا الفتات الذى ينهشونه خطوة خطوة.. وقد تم إحتلال القدس تماما عام 1967 ، ومنذ عام 1980 جعلها الصهاينة العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل.. وقد أعلن نتنياهو بمناسبة "العيد ال 42" لإحتلال الجزء الشرقى من القدس قائلا : " القدس الموحدة هى عاصمة إسرائيل. إن القدس كانت وستظل دوما لنا. ولن يتم تقسيمها أو إنقسامها أبدا بعد الآن " .. وبإقتراح أوباما مباحثات مباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة واستبعاد الولايات المتحدة فقد ضمن غرق الملف نهائيا فى قاع الوحل !
وتحدث عن السلاح النووى فى الوقت الذى يقود فيه الأنظمة العربية ، الضامنة للوجود الصهيونى، إلى مساندة حربه المرتقبة ضد إيران ، دون الإشارة إلى الترسانة النووية التى يمتلكها الصهاينة والتى تمثل خطراً حقيقياً على كل منطقة الشرق الأوسط بل وعلى العالم أجمع .. وتناول الحديث عن الديمقراطية دون الإشارة إلى أنها كانت الذريعة الكاذبة لدك العراق إلى ما قبل العصر الحجرى ، كما غض الطرف فى نفس الوقت عن قوانين "باتريوت 1 وباتريوت 2 " التى تكبّل حريات مواطنيه بصورة لا سابقة لها فى التاريخ !
أما حديثه عن حقوق المرأة فقد تناسى، المسلم السابق، أن تعاليم الإسلام خاصة بالرجل والمرأة على السواء ولا تفرق بينهما إلا فى الميراث والشهادة ، وكلاهما مشروح سببه بوضوح لا لبس فيه ولا يمس كرامة المرأة أو مركزها، وأن القرآن الكريم بدأ بفعل أمر : " إقرأ " ، وهو أمر موجه للجميع ، وكل ما طرحه، برشاقته المحسوبة، فى هذه النقطة فيدخل فى نطاق مؤتمرى المرأة والسكان .. وأهدافهما الإنفلاتية معروفة ! ولا أقول شيئا عن الفتات التى ينوى تقديمها لشعوب قامت سياسة بلده بتحطيمها وأبادت بنياتها الأساسية ودمرت إقتصادها واستولت على ثرواتها وحولهتا إلى خرائب غير صالحة للعيش الآدمى ، وحتى وإن كانت هذه الفتات تعد بالمليار الذى تشدق به ، فما جدواها خاصة وأنها وعود ناجمة عن دولة مفلسة .. مفلسة فى كل شىء إلا من العنف والغطرسة وتلال من الأكاذيب !!
وإذا ما قمنا بتلخيص الخطاب فى كلمات لوجدنا أنه أتى ليحيطنا علماً بأنه فُرضت علينا الشراكة ، بمعنى أن تكون لنا نفس الإهتمامات ونفس التحديات، وأن نقوم بتنفيذ مطالب السيادة الأمريكية الظالمة بأيدينا، أو بقول آخر : جاء يحيطنا علما بأنه علينا التواطؤ فى تحالف عربى-أمريكى-صهيونى ضد الإسلام والمسليمن.. أو بقول أوضح : جاء يسند إلينا مهمة تصفية العالم الإسلامى والعربى بأيدى المهرولين من أبنائه، من خلال لعبة "حوار الحضارات"، التوأم الجديد للعبة "حوار الأديان" التى إنفضح أمرها ..
وعبارة "حوار الأديان" ، لمن لا يعرف معناها، هى أحد قرارات مجمع الفاتيكان الثانى (1965) الذى كان قد قرر إقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات ؛ وإقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات، حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تم تنصير العالم ؛ وقرار تنصير العالم تطلب إنشاء لجنتين : إحداهما لتنصير الشعوب، والأخرى للحوار.. والحوار فى النصوص الفاتيكانية يعنى "فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح" كما يعنى "كسب الوقت حتى تتم عملية التنصير" .. ومن بين قراراته أيضا : فرض الإشتراك فى عمليات التنصير على كافة المسيحيين فى العالم، كما فرض الإستعانة بالكنائس المحلية فى عمليات التبشير والتنصير. الأمر الذى يضع ولاء الأقليات المسيحية محل نظر بالنسبة للبلدان المسلمة التى يعيشون فيها.. وإستكمالا لوضوح الرؤية بالنسبة للقارئ غير المتابع للأحداث، فعندما لم يتم تنصير العالم وفقا للترتيبات المفترضة، قام مجلس الكنائس العالمى، فى يناير 2001 ، بإسناد مهمة إقتلاع الإرهاب والعنف، الذى هو الإسلام فى نظرهم، إلى الولايات المتحدة، بحكم أنها باتت أقوى دولة بعد أن تم إقتلاع اليسار ، على أن يتم ذلك فى هذا العقد أى فى غضون عام 2010 .. ومنذ 11 سبتمبر عام 2001 : تم إلصاق مسمى الإرهاب والعنف بالإسلام بشتى الوسائل التى يمكن أو لا يمكن تصورها .. ولمن لا يذكر أو لم يعاصر الأحداث فى عقد الثمانينات، أوضّح فى عجالة أن إقتلاع اليسار قد تم بتضافر الجهود بين البابا السابق، يوحنا بولس الثانى، والرئيس الأمريكى السابق دونالد ريجان .ولكل من فاته متابعة خطب البابا بنديكت 16 أثناء رحلته إلى الأراضى المقدسة من 8 إلى 15 مايو الماضى، أى منذ أقل من شهر تقريبا قبل خطاب أوباما، نشير بإقتضاب إلى النقاط المشتركة التى تناولاها رغم التفاوت الواضح بينهما شكلاً وأسلوباً :
* بدء حوار مع الإسلام بأسلوب جديد بعيدا عن إنقسامات الماضى
* إقتراح الأراضى المقدسة كمكان للتعايش السلمى بين اليهود والمسيحيين والمسلمين
* توضيح أن العنف والتطرف يسيئان إلى الإسلام
* إنقاذ حل الدولتين فى المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية
* المطالبة بحرية العقيدة وحرية إختيار الدين، كما أوضحها كلا منهما تحديداً، وإحترام حقوق الإنسان فى
المجتمعات الإسلامية مع إتاحة فرصة أكبر للديمقراطية ولتحرير المرأة
* الإعتراض على التسليح والتسليح النووى وعلى إستخدام العنف لحل الخلافات ، مع التلويح لإيران ..
وكل هذه النقاط المشتركة بين الخطابين تفسر الترحيب الشديد الصادر عن الفاتيكان، بل أن كثير من الخبراء يشعرون "أن ثمة شىء ما يتم الإعداد له فى الخفاء" .. بل أنها توضح لماذا لم يعلن البابا معارضته صراحة لموقف أوباما من الإجهاض و وسائل منع الحمل، وإنما تمالك من أجل منفعة مشتركة أكبر بكثير ..
وقد علّق الأب صرّاف، أسقف الكلدانيين فى القاهرة، قائلا " إن الرسالة الناجمة عن خطاب أوباما تعنى العمل معا لإيجاد حلٍ لبرنامج متكامل : الديمقراطية، الإرهاب، حرية العقيدة، حقوق الإنسان، كرامة المرأة، العولمة، وكلها قضايا فى قلب الصراع بين المعتدلين والأصوليين فى العالم الإسلامى. " ولعل أهم من أدرك الوضع وعبر عنه بوضوح هو الأب جيمس ماسّا ، المسؤل عن الحوار بين الأديان فى أسقفية الولايات المتحدة ، فقد أشار إلى "التوافق الشديد الوضوح" بين خطاب أوباما ورسالة بنديكت 16 التى تضمنتها خطابه إلى المسلمين أثناء رحلته إلى الأردن وإسرائيل الشهر الماضى قائلا : " إن التوافق الشديد الوضوح بين الإثنين يكشف عن منظور جغرافى-سياسى مغرى : أشبه ما يكون بموقف يوحنا بولس الثانى ورونالد ريجان عندما تكاتفا ووحّدا قواهما منذ ربع قرن مضى ليهزما الشيوعية. فالبابا والرئيس يمكنهما أن يتكاتفا لتنفيذ أحد قرارات مجمع الفاتيكان الثانى لإقتلاع الإسلام
ويعيد الأب ماسّا تأكيد وجهة نظره قائلا : " آخر مرة تحالف فيها أحد البابوات وأحد الرؤساء فى واحدة من أهم وأضخم التغيرات التى تمت فى العالم ، كان ريجان ويوحنا بولس الثانى فى مواجهة الشيوعية. وهذا التحالف قد أظهر فاعليته .. بإقتلاع الشيوعية فعلا كنظام بديل للرأسمالية ، مثلما يحاولون إقتلاع الإسلام، كدين مصوّب لما تم فى المسيحية من تحريف ومصوّب لرسالة التوحيد التى حرفها اليهود والنصارى وحادوا عنها ..
فهل كل هذه الحقائق بحاجة إلى مزيد من التوضيح من أننا حيال مأساة كاسحة بكل المقاييس ؟.. مأساة لن يوقفها إلا أن نكف عن التواطؤ وعن التنازلات وعن خيانة الدين والوطن !.